عنوان الموضوع : اولمبياد السياحة: المباراة النهائية(الفريق اليمني) للسياحة
مقدم من طرف منتديات الضيافة العربية

اولمبياد السياحة: المباراة النهائية(الفريق اليمني)





الــوطــــــــــــــن ...




الوطــــــن كلمة ترددت على مسامعنا منذ كنا أطفالاً، وتشربنا محبته منذ الصغر ، وتسرّب معنى الانتماء إليه ببطء إلى كياننا حتى قبل أن ندرك أبسط معاني الحياة ، فورِثنا حبه وورّثناه. وفي مدارسنا ببراءة الطفولة أنشدناه ، وبفخر الصبا رفعنا رايته، ومعه ارتفعت رؤوسنا عالياً، وحين كبرنا أدركنا أنه الهويّة، التي تلازم أسماءنا وتقرر لنا من نحن ومن نكون، كما تعلمنا أن أرواحنا له فداء، وترخص لترابه أزكى الدماء، لأنه رمز الكرامة والشرف والعزة والبقاء.

نعم هو الوطـــــن ... الذي عجزت عند عتباته الكلمات والعبر، على الرغم من كل القصائد التي نُظمت لأجله... هو الوطن الذي نزفت له المحابر والأقلام، على الرغم من المعلّقات والخطب، التي هتفت باسمه واستبسلت كلماتها في الدفاع عنه ... هو الوطن ، حضن الأم الآمن الدافئ الحنون...



وما هو الوطـــــن ؟
هل نعرّف الوطن بجغرافيته، حدوداً وتراباً وسهولاً وجبالاً وبحاراً وأنهارا ؟
أم نعرّفه بأهله وناسه وساكنيه وقاطنيه وساسته وسياساته وأنظمته ؟
أسئلة كثيرة معقدة تتزاحم في أذهاننا حين نفكر بالوطن الأم !!!
والأكثر تعقيدا هو البحث لها عن أجوبة !!!



غالباً ما نتكلم عن الغربة ونشتكي قسوتها... فما هي الغربة ومتى وأين تكون؟
أهي مغادرة الوطــن الأم إلى وطــن آخر غربـي أو عربـي غريـب ؟
هل هي الابتعاد عن الأهل والأقارب والأصدقاء والأحبة ؟
نعـــــم ... قد تكون الغربة كل ذلك وأكثر، ولكن لم علينا أن نتغرّب عن حضنك، ونبتعد عن ترابك أيها الوطــن الغالــي ؟
أهي الرغبة بالشتات والسفر إلى بلاد الله الواسعة؟ أم هي وطن ضاقت أراضيه بشبابه، ولم تعد سماؤه تسع أحلامهم وطموحاتهم وأمانيهم؟



هجــرات رسمــت ملامــح الاغتــراب اليمنـــي :

على مر التاريخ كانت الهجرة ظاهرة اساسية من ظواهر المجتمع اليمني ويتفق الكثير من الباحثين ان اول هجرة يمنية كانت في 2015 قبل الميلاد ... ويمكن الاشارة الى ان اليمن مرت بخمس موجات عظمى للهجرة ...

الاولى: في الالف السادس قبل الميلاد وهي هجرة العبرانيين الى الشمال بحثاً عن المراعي الخصبة.

الثانية : كانت في القرن الخامس الميلادي بسبب انهيار سد مأرب.

الثالثة : في القرن السابع الميلادي نتيجة الفتوحات الاسلامية.

الرابعة : بدأت عام 1839م مع احتلال عدن وانهزام القوارب الشراعية امام البوارج المتطورة من مصانع الثورة الصناعية في اوروبا.

الخامسة : بدأت في السبعينات بسبب الطفرة النفطية في دول الخليج وفشل جهود التنمية المحلية في اليمن.

لقد هاجر اليمنيون قبل الاسلام الى مصر وشمال الجزيرة العربية وبلاد الحبشة ... وخرج اليمنيون في عهد الاسلام الى العديد من البلدان ضمن جيوش الفتوحات الاسلامية ...
وتواصلت موجات الهجرة اليمنية الى الخارج في كل مراحل التاريخ اليمني وحتى العصر الراهن وشملت الهجرة اليمنية الحديثة والمعاصرة الكثير من مناطق العالم كالجزر في الشرق الاقصى والهند واندونيسيا والحبشة وشرق افريقيا مروراً ببعض البلدان العربية كالسعودية والسودان ودول الخليج العربي وصولاً الى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وكندا ...

اهم الهجرات والاغتراب اليمني :

تشير كثير من الابحاث المحلية والعربية والعالمية بان اليمن من اقدم اهل الارض على الهجرة والاغتراب ... كما ان هجراتهم نسيج خاص واسع الآفاق بعيدة المدى ولها خصوصياتها وبأنهم نقلوا حضارتهم اينما حلوا ، لدرجة ان البعض قال : ان الحضارة العربية يمنية الاصل وان الهجرة اليمنية هي ام الهجرات ... وفي هذا السياق نستعرض اهم الهجرات والاغتراب اليمنية التي نتناولها على النحو التالي :



الهجرة اليمنية الى شرق آسيا، افريقيا، اوروبا، وعربياً :
أ- هجرة ابناء محافظة حضرموت الى جنوب شرق آسيا :

لقد خرجت من حضرموت الكثير من الهجرات وكانت اكثر تأثيراً في داخل الوطن اليمني واتجهت موجة هجرتها الى اكثر من مكان في العالم ولكنها تركزت في جزر الشرق الاقصى والهند وشرق افريقيا في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي خاصة مع بدء عصر الثروة النفطية و وهذه الهجرة ارتبطت بعدة اسباب منها:

- ارتباطها بنشر الاسلام في بعض مناطق آسيا مثل سنغافورة اندونيسيا والفلبين وحيدر اباد.

- تأسيس بعض المهاجرين لمراكز نفوذ اقتصادي وتجاري كبير في بلدان المهجر كما هو الحال في اندونيسيا، سنغافورة، السعودية، فقد برز في تلك الدول اثرياء هم من اصل يمني ...

- العامل الاقتصادي ... ان حضرموت ذات مناخ صحراوي في معظم اوقات العام فغالباً ما تصاب بالجفاف الذي يقضي على الزرع واحياناً تتعرض للفيضانات والسيول المخربة للسدود والجارفة للمحاصيل الزراعية اضافة الى ضيق العيش الناتجة عن هذه الظروف.

- حلول النكبات الناشئة عن الحروب الاهلية بين حكام حضرموت بين عشائرها وقبائلها ...

- كانت هجرة طائفة كبيرة منهم لعدم وجود متسع لطموحاتهم في داخل الوطن عموما نتيجة سوء الحياة الاقتصادية ...فهاجروا الى مصر والعراق والشام والى سواحل افريقيا الشرقية زنجبار الصومال الحبشة كينيا جزر القمر ولهم هجرات الى استراليا لبناء نشاط اقتصادي واجتماعي ...

كما ان هناك هجرة الى الهند في القرن السابع للهجرة حتى اوائل القرن الرابع عشر وانطلقت الى جزر الهند الشرقية الملايو، اندونيسيا، الفلبين، سنغافورة ...

وكان من نتائج الهجرة الى تلك الدول تملكهم زمام التجارة وانشاء المدارس ودور الايتام والمطابع والصحف العديدة باللهجة الدارجة والفصحى وحافظوا على ثقافتهم وتراثهم الفكري وتعليم ابنائهم الثقافة العربية الاسلامية وحتى تقاليدهم الخاصة.




ب- الهجرة والاغتراب نحو بحر الشمال وامريكا وافريقيا:
فقد كان لابناء المحافظات الحنوبية في عدن والمحافظات الوسطى دوراً في الهجرة لنفس الاسباب والدواعي في الهجرة والاغتراب لابناء حضرموت ومع احتلال الاستعمار البريطاني لـ عدن البوابة الجنوبية لليمن التي اصبحت نافذة للعالم الخارجي للاغتراب املاً في التخلص من الفقر والحرمان وهروباً من جور الحكم وظلام التخلف الذي يخيم على ارض الوطن اليمني وهكذا وجد ابناء اليمن من تلك المناطق اصراراً على الهجرة والذهاب الى المجهول سعياً للبحث عن الحياة الاقتصادية الهانئة والتي افتقر اليها محيطها في القرى والنواحي اليمنية.





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الهجرة والاغتراب نحو مناطق النفط والغاز:

اتسعت الهجرة اليمنية بشكل كبير في ظل النظام الامامي والذي كان قائماً على اساس العلاقات الاقطاعية الاستبدادية وعلى الاضطهاد والبطش والتنكيل وممارسة سياسة الانغلاق حيث بدأت ظاهرة الهجرة اخذ منحنى جديد الى دول الخليج العربي والسعودية وذلك مع بداية اكتشاف النفط ... فالنفط بآثاره وانعكاساته الواسعة حول تيار الهجرة اليمنية من طابعها العالمي الى الاقليمي اي الى الدول الخليجية.

وبسبب هذه الهجرة التي كانت متاحة فانها ادت الى النقص في الايادي العاملة الزراعية ... فالهجرة والاغتراب في حياة اليمنيين كانت ومازالت تشكل مظهراً من مظاهر الوجود اليمني خارج الوطن حتى يكاد الالتصاق بينهما يشكلان صنوان لا تنفصم عراهما العوامل والاسباب حتى تراكمت على مر التاريخ والازمان.




الاغتراب.. بين الابتعاد عن الوطن وتحقيق الذات ...




المغتربون اليمنيون في الخارج يعتبرون شريحة مهمة من شرائح المجتمع ويشكلون رافدا مهما للاقتصاد اليمني وعنوانا عريضا للمستوى الرفيع الذي وصلت اليه البلاد في التعليم الاكاديمي والتأهيل المهني للشباب ؛ ما جعل أبواب الدول كافة تفتح رحبة لاستقبالهم ...
اما الاغتراب فهو ليس هدفا بحد ذاته ولكنه وسيلة يلجأ اليها الشباب لتحقيق احلامهم بحياة افضل، وبالتأكيد ان فراق الاهل صعب، وفراق الوطن بارضه ومائه وهوائه لا يقل صعوبة ايضا، ولكنها احلام الشباب الذين لا يفتؤون يعملون على تحقيقها، فتطول السنوات ويبتعد مشوار العودة الى الوطن ؛ ولكن القلوب تأبى إلا ان تهفو صوب ديار الصبا ...



تواقــون لمستقبــل افضـــل

ان اليمنيين بدؤوا رحلتهم في الاغتراب مبكرا وقد تزامن هذا مع توفر فرص عمل ممتازة في دول الخليج العربي وايضا كانت ابواب الهجرة مفتوحة الى الولايات المتحدة الامريكية واوروبا ودول امريكا اللاتينية، واليمنيون بطبيعة الحال تواقون لمستقبل افضل حتى لو كان هذا يعني الاغتــراب ...
فمنهم من حصلوا على جنسيات الدول التي هاجروا اليها ولكنهم على الرغم من ذلك ظلوا يتشبثون باليمن ويحرصون على امتلاك الارض والمنازل فيها، ومنهم ايضا من اقام المشاريع الاقتصادية شعورا منه بالانتماء الى وطنه ...



مزايــا الاغتـراب

ان الأغتراب يتم لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، كالبحث عن عمل أو لأغراض التعلم والتعليم، وقد يغترب الفرد لأسباب سياسية ذات علاقة بالواقع السياسي في المكان الذي يعيش فيه، وسعياً للوصول إلى واقع آخر مختلف، كما يتعزز الشعور بالاغتراب بمفهومه الاجتماعي بفعل عوامل متعددة، مثل: سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم القدرة على تحسينها، والشعور بالعجز والقهر وعدم القدرة على تسيير مجريات الحياة، وضعف الوازع الديني، وكثرة الضغوط النفسية والاجتماعية، والتغير الحضاري والتكنولوجي المتسارع وضعف إمكانية متابعته، بالإضافة إلى ضعف الثقة بالنفس وبالآخرين.

و هنالك عدد من الآثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية مترتبة على الاغتراب ، فإذا تناولنا الاغتراب المكاني مثلاً ، فإن له عدداً من المزايا والعيوب، ومزاياه كثيرة يصعب حصرها هنا، ومنها: تحسين مهارة الفرد في الاعتماد على النفس وتوسيع نطاق خبراته وكفاياته ومهاراته الاجتماعية، لكن عيوبه قد تظهر بصورة جلية إذا كان الفرد غير ناضج اجتماعياً أو دينياً، مما يترتب عليه تأثره بالقيم أو العادات والأفكار التي لا تناسب قيمنا واتجاهاتنا وعقيدتنا.

وللتغلب على مشكلة الاغتراب : لا بد من الاهتمام بالتنمية المتكاملة لشخصية الفرد في الأسرة، وإكسابه القيم والاتجاهات الإيجابية وتعزيز الوازع الديني لديه؛ الأمر الذي يزيد من ثقته بنفسه وبقدراته وكفاياته، ويمكّنه من التعامل مع الظروف والمتغيرات بحكمة وحسن تصرف، سواء في بيئته الأسرية أم الاجتماعية،



والاغتراب يؤثر في قدرة الفرد على التكيف مع النفس ومع الآخرين، إذ إن ضحايا الاغتراب الاجتماعي يكونون عادة أقل فاعلية من الناحية الاجتماعية، ولديهم عدد أقل من الأصدقاء، ويشاركون في عدد أقل من الأنشطة، وهم أقل شعوراً بالرضا عن الحياة، وأقل احتمالا للعيش في الأوساط الاجتماعية، أو المشاركة في المواقف الاجتماعية، كما يُظهرون درجة أقل من التواصل مع الآخرين والاندماج في المؤسسات الاجتماعية.

هذه مجموعة من آراء الشباب حول الاغتراب والمغتربين ... حيث تباينت الآراء وتفاوتت بين القبول بالواقع الجديد وتحمله وبين الرفض لقساوته ومرارته ...


مغترب في امريكا : ان الامر الاساسي الذي يدفع الشاب الى الاغتراب هو عجزه عن تحقيق متطلباته وطموحاته في بلده، وهذا يجعل الاغتراب الخيار الامثل بالنسبة اليه، وهنا تجب الاشارة الى ان المواطن اليمني يمتاز بارادة قوية واخلاص في العمل ومهارة في المهنة التي يعمل بها، وهذا مع مرور الوقت اكسب العمالة اليمنية في مختلف دول العالم سمعة طيبة، انعكست زيادة كبيرة في الطلب عليها، اما الشعور بمرارة الاغتراب فهذا شيء مشترك عند جميع المغتربين وإن كان بنسب مختلفة، ولكن ايضا يجب ان يكون واضحا ان الانسان من الممكن ان يشعر بالغربة ايضا في وطنه اذا ما حاصره الفشل والاحباط في حياته، و ان فرص تحقيق انجازات كبيرة من الاغتراب في الخارج لم تعد كما كانت في السابق وهذا بسبب ان البطالة والتقهقر الاقتصادي اصبحا سمة عالمية.

ومنهم من قال : إن الاغتراب مفهوم متعدد الأبعاد، ويشير إلى الشعور بالانفصال عن النفس وعن المجتمع، والاغتراب لا يقتصر على البعد المادي المكاني، فهو في جوهره مفهوم اجتماعي، فالاغتراب النفسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الأخلاقي أكثر صعوبة وخطورة من الاغتراب المكاني ، لأنه مصحوب بمشاعر القلق والإحباط والتوتر واليأس والملل، بالإضافة إلى سوء التوافق مع البيئة والمجتمع، فكم من شخص يعيش أو يعمل في مكان ما، ويشعر بالاغتراب عنه، نتيجة عدم توافقه مع البيئة المحيطة به ثقافياً أو اجتماعياً أو أخلاقياً، وهذا ما يجعله يعاني من عدم الانتماء لهذا المكان ولمن فيه، بالإضافة إلى الانسحاب والانطواء وبعض الاضطرابات النفسية.




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :






مغترب للعمل في البحرين : إن عيش الإنسان بمفرده خارج وطنه لا يخلو من الصعوبات والمشكلات والمنغصات التي يجب على الإنسان تجاوزها والسعي لتحقيق الأفضل ونجاحٍ أكبر فالغربة تصقل الشخصية وتقوّيها وتعزز الثقة بالنفس وتنمي الذات ، وأضاف طموحي كبير في العمل وبالإمكان التعايش والتأقلم مع الظروف المحيطة، فالغربة قاسية لكنها تنمّي التجربة الحياتية وتجعل الإنسان أكثر قدرة على مواجهة الحياة ومتطلباتها، ففرصتي للعمل خارج البلاد لتحسين وضعي وتأمين حياتي مع زوجة المستقبل لأنني أفضل أن أصنع مستقبلي ولا أعتمد على الآخرين.‏‏

احد المغتربين : الغربة صعبة وخصوصاً البعد عن الأهل ، وعلى الرغم من أنني في بلد عربي لكن كل شيء مختلف ... فهناك عادات وتقاليد ومعاملات يختلف عن المكان الذي أنتمي إليه ... مضيفآ أن معظم الأمور في بدايتها صعبة لكن نحن البشر قادرون على التكيف والتأقلم في أي بيئة تفرض علينا، مهما كانت الأسباب والدوافع، لكن ذلك يحتاج إلى وقت فقط، ...



مغترب في النرويج : كان له رأي مغاير حيث قال إن الغربة لا تكون دائماً بمعنى الغربة، فكثير من الناس يعيشون داخل بلادهم كأنهم مغتربون لا أحد يطمئن عليهم ، مشيرآ أن الحياة عبارة عن مغامرة وفرص وعلى الإنسان استغلالها، وهو لا مانع لديه من المجازفة والابتعاد عن وطنه و أهله وأصدقائه ، فالغربة علّمته الصبر بالدرجة الأولى والاعتماد على نفسه بأمور كان يجهلها وعلمّته أشياء جديدة ... وكل شيء متوفر له حيث يعيش في مكان يتواجد فيه تجمّع للعرب وهذا ماجعله يشعر بأنه ليست غريب بالبلد الذي يعيش فيه ...

مغترب في أستراليا : كنت أتواصل مع أهلي بشكل دائم لإحساسي بأني غريب عن بلد ليس بلدي وأشعر بوحدة تغمرني، لكن تدريجياً يخف التواصل مع الأهل والأقارب وذلك لأن الإنسان يبدأ مرحلة جديدة من حياته ويحتاج لوقت، و مهما كانت الغربة مريحة وتوفر للشخص أفضل الظروف لكن لا بد للحنين للوطن حتى لو طالت فترة الاغتراب عشرات الأعوام.‏‏



مغترب في السويد عبّر عن رأيه قائلاً : إن التأقلم بالمكان الجديد ليس بالأمر السهل لكن من الضروري الانسجام مع الواقع حتى لا يعيش الفرد بمرارة الغربة طوال وقت وجوده خارج بلده و يشعر بأن نفسيته غير مستقرة لأنه بعيد عن بلده ، فبوسع الإنسان أن يجمّل حياته فيجعلها ملأى بالراحة والهدوء إذا تعامل مع الأمر بواقعية، وبوسعه أن يحوّلها إلى تعاسة مطلقة إذا لم يكن قادراً على ذلك، وأضاف يمكن للشخص التعايش مع مختلف الثقافات وهنا تكوّنت لدي معرفة وخبرة ودراية بالحياة الاجتماعية، ربما لم يتسن لي الحصول عليها فيما لو لم أهاجر.‏‏

وهناك رأي لذوي الاختصاص‏‏ بشأن الاغتراب :

فأحد اساتذة علم النفس بكلية التربية أفاد برأيه بأن الذين يغتربون قسمان :
قسم يتغرب باعتبار المجتمع له عادات قديمة وتفكير قديم ويسعون إلى مستقبل وتطوير حياة أفضل ... وقسم آخر يحب السفر للتمتع به والاستقرار خارج البلاد، دون أن ننسى أن كل فرد تواجهه صعوبات مع المجتمع الجديد وحضارته وعاداته وتقاليده ولاسيما خلال الأسابيع الأولى وهذا أمر محتوم ...

وأضاف إن من المغتربين من يستحق لقب سفير بلاده بأخلاقه وتعامله مع الناس، فهو خير من يمثّل بلاده ويعطي مثالاً رائعاً وصورة جميلة عن بلده ويكون قدوة للآخرين بالدفاع عن مصالح الوطن ...



إن الغربة إحساس داخلي يختلف من إنسان لآخر ... فمنهم من يجعله البعد عن الوطن رقيقا في معاملته دون أن تذهب به الرقة إلى الضعف ، وشديداً دون أن تذهب به الشدة إلى العنف، ومنهم من تجعله الغربة حريصاً يعرف معنى التعب والتحصيل والجهد، فيما قسم آخر من الناس تقودهم هذه الظاهرة إلى الإسراف وحب الترف واللهو، والتكبر والبغي ووضع أموالهم في طرقات وأماكن تسبب هلاكهم لكن بالنتيجة تترك الغربة بصمات مؤلمة وجراحاً صعبة الاندمال وتعجز العبارات أمامها عن توصيف الحالة التي يمر بها المغترب عن دياره.‏‏




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

العمالة اليمنية تحقق التوازن الديمغرافي الآمـن لدول الخليج ...





إن انتهاج دول مجلس التعاون الخليجي استراتيجيات إحلال العمالة العربية محل العمالة الأسيوية ... حيث ان العمالة الأسيوية الوافدة وما حُذر بشأنها كونها تشكل خطرا كبيرا يهدد في بقاءها ووجودها شعوب هذه الدول في المستقبل القريب , خصوصا في ظل مطالبة الكثير من المنظمات الحقوقية في العالم بضرورة توطين هذه العمالة ... هذ الاحلال سيعمل على زيادة تدفق العمالة اليمنية في سوق العمل الخليجي الأمر الذي يعمل على تعظيم المنافع للطرفين في اليمن ودول الخليج وتحقيق درجة التكامل بين أسواق السلع وأسواق العمل خاصة في ظل الروابط التجارية الكبير بين اليمن والخليج ...

ان تكامل سوق العمل اليمني والخليجي يتضح من خلال تسهيل حركة القوى العاملة بين اليمن ودول المجلس لمعالجة فائض العرض في سوق العمل اليمني وسد فجوة الطلب في السوق الخليجي، برسم الخطط والبرامج الهادفة التي تضمن تأهيل العمالة اليمنية وفقا لمتطلبات السوق المحلية والخليجية لخلق تحالف قائم على الشراكة وتبادل المنفعة معا في إطار منظومة واحدة متكاملة معتبرين هذه الخطوة أحد أوجه التكامل الاقتصادي والتسريع في خطوات الاندماج الاقتصادي بين اليمن ودول المجلس ...



ومن المعروف أن العمالة اليمنية تتمتع بالكثير من الامتيازات عن غيرها, فاليمن غنية بالكوادر المؤهلة و القادرة على الإيفاء بمتطلبات سوق العمل الخليجي في ظل احتياجات السوق الخليجية لتلك العمالة اليمنية ... كما انها تتميز بالتفاني وحب العمل والصبر والتحمل والقدرة على التعلم و الوفاء ، اضافة الى السمعة الطيبة التي تركتها هذه العمالة لدى شعوب هذه الدول ...



فقد لعبت اليمن أدوار طلائعية في إرساء دعائم التنمية والنهضة العمرانية في كثير من دول المجلس الخليجي ... بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل تقارب المجتمع اليمني والمجتمعات الخليجية في العادات والتقاليد , والتي تشكل في مجملها أرضية خصبة لعودة العمالة اليمنية إلى السوق الخليجية ... فضلا عن ارتباطهم بدول الخليج بعدد من الروابط التاريخية وفقد ظلت العمالة اليمنية مخلصة للمجتمعات التي عملت فيها حتى في مراحل الأزمات التي تعرضت لها العلاقات اليمنية الخليجية وأنها وبخصائصها المخلصة تمثل بديلا آمنا لدول الخليج للحد من التخفيف من الآثار السلبية والمخاطر الأمنية التي يمثلها التواجد الكثيف للعمالة الأجنبية ...



ان اتجاه العمالة اليمنية إلى دول الخليج ، والمملكة العربية السعودية ساهم في امتصاص معدلات البطالة في السوق المحلي وساعد على الاستفادة من عوائد تصدير اليد العاملة في تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ... وزيادة تحويلات المغتربين اليمنيين تقود إلى زيادة واردات اليمن من دول الخليج ومن ثم تحسين وضع الميزان التجاري لدول الخليج وتحريك جهازها الإنتاجي بشكل أسرع.

وفي هذا الإطار تم إنشاء إطار مؤسسي مشترك لمتابعة تنفيذ توجهات دول الخليج والترجمة العملية لها بإعطاء العمالة اليمنية الأولوية في الاختيار والتوظيف من بين العمالة الوافدة، وتسهيل منح تأشيرات الدخول لليمنيين إلى دول الخليج لإتاحة الفرصة أمامهم للبحث عن فرص عمل.



واستثناء العمالة اليمنية من نظام الكفيل، والإعفاء من الرسوم المفروضة على تأشيرات استقدام العمالة اليمنية ورسوم انتقالها بين الأعمال والمهن، وإتاحة الفرصة للعمالة اليمنية للعمل في المهن المحظورة على العمالة الوافدة ، فضلا عن تأسيس آلية مستمرة لتدفق المعلومات بين الجهات ذات العلاقة في اليمن ودول المجلس حول التخصصات والمهن والمهارات المطلوبة في سوق العمل.

وضرورة تشجيع القطاع الخاص الخليجي على الاستثمار في بناء مراكز ومعاهد متخصصة تستجيب بصورة ديناميكية لتطورات أسواق العمل في اليمن والخليج، وزيادة الدعم المقدم من دول الخليج في مجال التأهيل والتدريب للعمالة اليمنية ... وإلغاء القيود المفروضة على انتقال العمالة اليمنية وتوفير الموارد الكافية لدعم جهود التنمية في اليمن سيحقق مردودات عالية تساعد على توطيد علاقات التعاون والشراكة والانتقال بها إلى مستويات أعلى من التكامل والاندماج.




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :