عنوان الموضوع : مساوئ الغش المدرسي والغش في الاختبارات سنة رابعة متوسط
مقدم من طرف منتديات الضيافة العربية

مساوئ الغش المدرسي والغش في الاختبارات :

وغنيّ عن البيان أن ممارسة الطلاب للغش في الاختبارات :

1- تعد مظهرا من مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية .

2- تعد سببا لتكاسل الطلاب وعزوفهم عن استذكار المقررات الدراسية .

3- تؤدي إلى قتل روح المنافسة بين الطلاب .

4- تقلل من أهمية الاختبارات في تقويم التحصيل المدرسي للطلاب .

5- تؤدي إلى إعطاء عائد غير حقيقي وصورة مزيفة لناتج العملية التعليمية تنتهي إلى تخريج
أفراد ناقصي الكفاءة وأقل انضباطا في أعمالهم، وتزداد خطورة الغش عندما تتورط فيه المدرسة
وهو ما يهدد قيم المجتمع، فمؤسسة القيم أصبحت تدمر القيم بممارستها غير المسؤولة.

إن مضارَّ الغش تمتد إلى ما بعد الدراسة، فالموظف أو المهني الذي اعتاد الغش أثناء تعليمه، قد يستحلّ
المال العام، ويمارس الكسب غير المشروع والتزوير في الأوراق الرسمية، وقد يستحل الرشوة.
وعليه فإن مكافحة الغش تكفل رفع مستوى الكفاءة وتحسين أداء الأفراد بعد تخرجهم في مجالات الحياة العملية..

أســبــاب الــغـــش :

هذه بعض الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين :

1- ضعف الإيمان : فان القلوب إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش و هي تعلم أن ذلك يسخط الله .
كما لا يمكن للقلوب التي امتلأت بحب الله أن تقدم على عمل و هي تعلم أنه يغضب الله .

2- ضعف التربية : خاصة من قبل الوالدين أو غيرهما ، فلا نرى أبا يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش
و يبين له أثاره و عواقبه ، بل تعجب من بعض الآباء إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة : لماذا ، هل ابني غشاش ؟
بل ربما لو وقع الابن في يد المراقب ، لجاء ذلك الأب يدافع عنه بالباطل مؤنبا المراقب ؟؟؟.

3- تزيين الشيطان : فالشيطان يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة ، و لا سبيل إلى حلها و النجاح
في الامتحانات إلا بالبرشام و الغش ، فيصرف الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم ، و اختراع الحيل و الطرق للغش
ما لو بذل عشر هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل .

4- الكسل و ضعف الشخصية : فترى كثيرا من الطلاب يرى زملاءه من بداية العام و هم يجدّون و يذاكرون و يهيئون
أنفسهم للامتحان الأخير ، و هو لا هم له إلا اللعب و المرح ، فإذا ما جاءت الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة
و يطلب النجاح و لو كان على ظهور الآخرين و لو كان ذلك بالغش .
إن الغش هو حيلة الكسول ، و هو طريق الفاشلين ، وهو دليل على ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا يجد الثقة
في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات بنفسه و جهده و استذكار دروسه لوحده ، و من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته .

5- الخوف من الرسوب : فإن الخوف من الفشل و الخوف من الرسوب يسببان قلقا مستمرا لكثير من الطلاب مما يجعلهم
يلجأون إلى الغش كسبيل للنجاة .


آثـــــــــــــــــار الـــغـــــــــش :


إن الغش كما قلنا له أشكال متعددة ، و يدخل في مجالات شتى ، و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في الأمور التعليمية
و ذ لك لعظيم أثره و شره ، و من ذلك :

1- أنه سبب لتأخر الأمة ، و عدم تقدمها و رقيها ، و ذلك لأن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و بالشباب المتعلم ، فإذا كان شبابها
لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش ، فقل لي بربّك : ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟
ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟
ما هو الدور الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟
لا شيء ، بل غاية همّه وظيفة بتلك الشهادة المزورة يأكل منها قوته و رزقه .
لا هم له في تقديم شيء ينفع الأمة ، أو حتى يفكر في ذلك .
و هكذا تبقى الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها .

و بنظرة تأمل للواقع : نرى ذلك واضحا جليا ، فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف و لكن قل بربّك من منهم
يخترع لنا أو يكتشف ، أو يقدم مشروعا نافعا للأمة ؟؟؟؟ قلة قليلة لا تكاد تذكر .

2- إن الغاش غدا سيتولى منصبا ، أو يكون معلما و بالتالي سوف يمارس غشّه للأمة ، بل ربما علّم طلابه الغش .

3- إن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات – إضافة إلى جريمة الغش – منها السرقة ، و الخداع ، و الكذب
و أعظمها الاستهانة بالله ، و ترك الإخلاص ، و ترك التوكل على الله ..

4- أن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة المزورة ، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما
((و أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به)) .

علاج الغش :

لاشك أن خطبة واحدة ، بل خطبا لن تقاوم هذا المنكر العظيم، لذا كان لا بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته و جهده ، فالأب في بيته ينصح أبناءه و يرشدهم و يحذرهم بين حين و آخر .
و المعلم و المرشد في المدرسة و الجامعة كل يقوم بالوعظ و الإرشاد .
بل لابد من تشكيل اللجان التي تدرس هذه الظاهرة و أسبابها و كيفية علاجها ،
و لكن سوف اذكّر ببعض الأمور التي أرجو من الله أن تكون سببا في الحد من هذه الظاهرة .

أخي الكريم :

تذكّر قول الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ : (( من غش فليس منا )) رواه البخاري
لاحظ أن الرسول قال : (( من غشّ )) ليشمل كل صور الغش ، كبيره و حقيره ،
في المواد الإسلامية أو الأجنبية ، فكل ذلك داخل في الحديث .
فهل ترضى أن يتبرأ منك النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ؟؟؟ .
أيّ خير ترتجي إذا تخلى عنك الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ و أعلن البراءة منك ؟؟ .
تذكر أنك بمجرد أن تفكر في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلى بها في هذا العلم
ألا و هي الإخلاص لله ، و ذلك لأنك بتفكيرك في الغش يكون همك هو الدرجات و الشهادة فقط ، و هل تدري أيّ خطر في هذا ؟
إن هذه العلوم التي تدرسها إن كانت من علوم الدنيا فقد ضيّعت على نفسك أعظم الأجر ،
و إن كانت من العلوم الإسلامية ( كالفقه و التوحيد و التفسير و الحديث..) وهي مما يجب ابتغاؤها لوجه لله ، و لو طلبها العبد لغير الله فيخشى عليه أن يكون من أصحاب هذا الحديث : (( من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا لغرض من الدنيا زائل ، لم يرح رائحة الجنة )) .
يا لله ؛ لم يرح رائحة الجنة !
و أعظم من ذلك كلّه ، أنّك جعلت الله أهون الناظرين إليك .
نعم جعلت الله الذي (( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور )) أهون من المراقب .
كم من طالب لو وقف المراقب بجواره لأصبح قلبه يرتجف ، و أوصاله تضطرب ، و العرق يتحدر من جبينه .
و لكن إذا ابتعد المراقب جاءت النظرات ، و جاءت المحاولات للغش و الخداع .
أو ليس حاله يقول :
يا رب أنت عندي أهون من هذا المراقب ؟؟؟
يا رب أنا أخشى المراقب أعظم و أكثر منك ؟؟؟
تذكر أن الشهادة التي تحصل عليها و التي سوف تتوظف بها هي شهادة مزورة ، و بالتالي فسوف يكون الراتب الذي تأخذه حراما .
سوف يكون مالك من حرام ، و سوف تغذي أبناءك بالحرام ، و زوجتك بالحرام .

و هنا نقطة لا بد من التنبيه عليها :

ألا و هي أن بعض الطلاب يقول : أنا لا أغش ، و لكن أغشش غيري ، وهذا أهون .
فأقول : لا والله ليس بأهون بل هو أخطر .
فإنك إذا غششت ثم تبت فانك سوف تصحح شهادتك ، لكنك إذا غشّشت غيرك ، ثم تبت أنت من ذلك ، فأنّى لك أن من غششته سوف يتوب ؟ أنّى لك أن تصحح شهادته ؟ أنّى لك أن توقف أكله للحرام ؟ .

و نقطة أخرى :

أن بعض الطلاب يرى غيره يغش و لا يحرك ساكنا ، بل ربما قال : هذا ليس من شأني ، فأنا و الحمد لله لا أغش .
و هذا في الحقيقة شيطان أخرس ، لأنه رأى منكرا و لم يغيّره .
و الواجب عليه أن ينصح ذلك الطالب ، فإن لم يستطع فيجب أن يبلغ المراقب ، و أن لا تأخذه في الله لومة لائم ، و لا يخش إلا الله .

و نقطة أخرى :

إن بعض المدرسين قد يحابي بعض الطلاب في بعض الدرجات و يظن أن ذلك من صلاحيته، و ربما قاس ذلك على أن من حقه أن يعطي من ماله ما يشاء .
و هذا خطأ عظيم فالمدرس ليس من حقه أن يعطي بعض الطلاب درجات لا يستحقها
، بل الواجب العدل ، لأنه مستأمن على هذه الدرجات ، و التي لا يملك منها شيئا ،
و إنما هو مطبق للنظام .
يقول فضيلة الشيخ " محمد بن عثيمين " ـ رحمه الله ـ : " فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة و يقدر درجات سلوكهم هو حاكم بينهم لأن أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فإذا أعطى طالبا درجات أكثر مما يستحق ، فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره وهذا جور في الحكم ، و إذا كان لا يرضى أن يقدّم على ولده من هو دونه فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم" من كتاب ( نصائح في الاختبارات 12).

فيا أخي الكريم :

عليك أن تراقب الله قبل كل شيء ، و أن تعلم أن روحك التي بين جنبيك بيد الله ، أنفاسك التي تتردد في صدرك هي بيد الله ، فاتق الله و لا تجعل الله ينظر إليك و أنت تعصيه .
تذكر أن الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط ، و لن يجوز عليه إلا من كان أمينا ، و الغش ينافي الأمانة كل المنافاة ،أ سأل الله أن يسهل على أبنائنا ، و أن يحميهم من الغش و الخيانة ،و أن يأخذ بنواصيهم لما يحب و يرضى .

ملحق الفتاوى :

س1: ما حكم الغش في أوقات الامتحان علما بأني أرى كثيرا من الطلبة يغشون و انصح لهم و لكنهم يقولون : ليس في ذلك شيء ؟

ج : الغش في الامتحانات و في العبادات و المعاملات محرم لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (( من غشنا فليس منا )) و لما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدنيا و الآخرة ، فالواجب الحذر منه و التواصي بتركه . ( ابن باز ـ رحمه الله ـ )

منقول للإفادة الأستاذ العزيز شفاه الله عمار جعيل.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ألم يعجبكم الموضوع؟

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

سلمت اناملك يا استاذ والله معك حق

لكننا نعيش في مجتمع لا يؤمن بالقيم الاخلاقية الا من رحم الله حيث ان جميع من في القسم يغش حتى اني اصبحت اشك ان العيب يكمن في أنا

لكن ما عساي اقول حسبي الله ونعم الوكييل ربي يهدينا

وشكرا على الطرح المميز

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

شكرا لك استاذ
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشق الدين
ألم يعجبكم الموضوع؟

لا بالعكس استاذ انا صراحة عجبني بزااااااااااف شكرا جزيلا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

لا لا مزيان بزاف الله يعيشك


شكرا لكم على المرور العطر.

تشكر اداريم

شكرا على المرور.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشق الدين
ألم يعجبكم الموضوع؟

والله بالنسبة اي أعجبني
بصراحة هذي هي الأفة اللي قاعدين نعيشوها الوقت هذا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من غشنا فليس منا)

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

بارك الله فيك استادي الفاضل

موضوع قيم لا غبار عليه

مشكور على المجهود

مشكورة الله المضوع عن جد رائع

بارك الله فيك يااستاد الكريم


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من غشنا فليس منا)

تحياتى...