عنوان الموضوع : من ذكرياتي مع مصافحة المرأة : -جزائري
مقدم من طرف منتديات الضيافة العربية


بسم الله

عبد الحميد رميته , الجزائر

من ذكرياتي مع مصافحة المرأة


1- بسبب رفضي لمصافحة امرأة أجنبية :

ملاحظة : اختلف الفقهاء في حكم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية بين مبيح ومحرم , ولكل أدلته القوية أو الضعيفة , الراجحة أو المرجوحة . وأنا بسبب ذلك أُوسِّع صدري مع من صافح لأن المسألة ليست محل اتفاق , ولكنني ألزمتُ نفسي منذ 1975 م بألا أصافح امرأة أجنبية عني قط –إلا الخطأ الذي يمكن أن يقع لي مرة واحدة كل 3 أو 4 سنوات - .
أنا أعملُ منذ 35 سنة في التعليم بثانوية ... ( الجزائر ) التي لم أكن أعرفها ولم أكن أسمع بها إلا من خلال فريقها لكرة القدم , حين أسمع محبي كرة القدم يذكرون فريق أولمبي ميلة
وأنا متزوج من مدينة ميلة منذ 1984 م , مع أن أهلي من مدينة القل , ولاية سكيكدة.

وأنا - بسبب عملي وزواجي - أسكن بمدينة ميلة مع زوجتي وأولادي من زمان وحتى اليوم .

والله يجعل – عادة - لكل شيء سببا , وسبب كوني بدأتُ التعليم ( ثم الزواج والسكن ) بمدينة ميلة , لا بمدينة سكيكدة أو القل , قلتُ : السببُ هو رفضي لمصافحة أستاذة .

سمعتُ بعد تخرجي من جامعة قسنطينة مباشرة ( بليسانس كيمياء ) , بأن التلاميذ بثانوية بالقل ينتظرون أستاذا في العلوم الفيزيائية , أي أن هناك منصبا شاغرا يجب أن يُملأ .

دخلتُ الثانوية وتوجهت إلى قاعة الأساتذة , حيث وجدتُ مجموعة من الأساتذة - ومعهم أستاذة - هناك ( يعرفونني بسبب أنني كنتُ أقدم دروسا دينية في المساجد في تلك الفترة ) .
قاموا لاستقبالي ورحبوا بي ومدوا أيديهم للمصافحة . صافحتُـهم وتمنيتُ لو أن الأستاذةَ تكتفي بالترحيبِ بي من بعيد بدون أن تمدَّ يدها إلي للمصافحة .

لكن الذي تمنيتُـه ما وقع .

وقفتْ الأستاذة واتجهتْ نحوي لتصافحني . مدتْ يدَها نحوي فأعطيتُـها ظهري .تحولتْ إلى أمامي ومدتْ يدها ثانية , فاضطررتُ لمصارحتها " أعتذر يا أستاذة , لأنني لا أصافح النساء ".

احمر وجهها ثم اصفر ثم .... واتجهتْ من فورها إلى مكتب السيد مدير الثانوية لتخبره كذبا وزورا وبهتانا " هذا أستاذ خوانجي
( نسبة إلى الإخوان المسلمين , أي متدين ) يريد التدريس , فرجاء يا سيدي المدير لا تقبله مدرسا في ثانويتنا " !!! .

ثم خرجتْ . دخلتُ بعدها إلى السيد المدير طالبا قبولي كمدرس للعلوم الفيزيائية بالثانوية فرفض وكأن الثانوية ملكه الخاص .

رفض بسبب وشاية الأستاذة التي غضبتْ غضبا شديدا , لأنني لم أصافحها واعتبرتني أهنتُها أمام زملائها , فإنا لله وإنا إليه راجعون , ولله في خلقه شؤون.

نسأل الله لي ولها ولجميع المسلمين والمسلمات المغفرة والرحمة , آمين .

2-أنا أعشق التوسط والاعتدال حتى النخاع :

لقد عشت من سنوات وسنوات - ولا زلت - بين فريقين متعصبين ( الأول في اتجاه والآخر في اتجاه معاكس , والخير كل الخير في الوسط ) :

الأول : يعتبرني منحلا ومائعا لا لشيء إلا لأنه رآني ابتسمتُ في وقت من الأوقات مع تلميذة تدرسُ عندي أو مع مريضة جاءتني لأرقيها أو لأنني سمعتُ أنشودة إسلامية أو لأنني نظرتُ إلى نصف وجه امرأة أجنبية أثناء الرقية ( إن جاءتني بدون نقاب ) لأساعدَ نفسي على تشخيص حالتها أو ...

والثاني : يعتبرني متعصبا ومتزمتا ومتشددا التشدد الممقوت لأنني لا أصافحُ أجنبية عني , أو لأنني لا أخالط النساء , أو لأنني أغض بصري عن النظر إلى النساء بشكل عام وأنصحهن كأنهن بنات أو أخوات أو أمهات أو ... , أو لأنني أعفي لحيتي ولم أحلقها منذ حوالي 35 سنة , أو لأن زوجتي لم تعملْ خارج البيتِ وأنا لا أريدُ لها أن تعملَ خارجَ البيتِ في يوم من الأيام , أو لأنني حريصٌ على الدعوة إلى الإسلام في كل مكان , أو لأن البنات في الثانوية التي أدرِّس فيها ( المختلطة للأسف الشديد ) يسمعن مني أكثر مما يسمعن من غيري , أو لأنني دخلتُ السجن مرتين بسبب توجهاتي الدينية , أو لأنني أستاذ علوم فيزيائية وأدعو إلى الإسلام , أو لأن زوجتي تلبسُ النقابَ , أو لأنني أربي أولادي من الصغر على الدين والتعاليم الإسلامية أو ...

وأنا والحمد لله برئء من التهمتين معا .

3- لم أصافحها فغضبت وقالت للتلاميذ ...! :

في السنوات الأولى من بداية تدريسي للعلوم الفيزيائية بالثانوية ( أي منذ أكثر من 25 سنة خلت ) , دخلتُ إلى قاعة الأساتذة بثانوية من الثانويات فسلمتُ على الأساتذة جميعا ( ذكورا وإناثا ) وتوجهتُ للأساتذة الذكور من أجل مصافحتهم ( على اعتبار أنني ومن سنة 1975 م لا أصافح النساء بشكل عام , ولو كن عجائز ) , فجاءتني أستاذة من الأستاذات لتصافحني فحاولتُ أن أتحاشاها بأن أعطيها ظهري وأكتفي معها بالسلام من بعيد , ولكنها أصرت على الوصول إلي لمصافحتي ( وواضح أنها لم تكن تعرف بأنني لا أصافح النساء , وإلا لما اقتربت مني ) . مدت يدها إلي فاعتذرتُ إليها بأدب , وقلتُ لها " أنا – يا أستاذة – لا أصافح النساء " , ثم أضفتُ " كيف حالكم يا أستاذة ؟!. أنتم بخير إن شاء الله !".
لم تجبني الأستاذة وغضبت غضبا شديدا , وظهر الغضبُ بشكل واضح جدا على تقاسيم وجهها , وانسلت من بين الأساتذة والأستاذات لتخرج من قاعة الأساتذة , وهي عازمة على الانتقام .
في الأيام القليلة القادمة عرفتُ كيف أرادت الأستاذةُ الانتقامَ مني . كانت تُـدرِّس قسما من الأقسام كنتُ أُدرِّسُهُ أنا كذلك . سألتْ تلميذاتِـه علانية وأمام كل تلاميذ القسم " ما الذي يقول لكم الأستاذ رميته خارج برنامج الفيزياء والكيمياء ؟! " , فأجبنها " هو ينصحنا باستمرار – فضلا عن الاجتهاد في الدراسة – بالستر والحجاب , وهو يحثنا على الدوام على البعد عن الاختلاط بالذكور إلا عند الضرورة , وعلى ترك الماكياج والعطور خارج البيت , وعلى تجنب اللباس الضيق والمفتوح والشفاف والقصير خارج البيت , وعلى عدم القهقهة ورفع الصوت أمام الرجال , وعلى الأدب والخلق والحياء بشكل عام , على اعتبار أن رأسمال كل امرأة هو حياؤها وعلى ...". قالت الأستاذة للتلميذات " لا تسمعن للأستاذ ولا لهذه النصائح , إنه يغلِّـطـُكــنَّ . ليس لكن إلا حياة دنيا واحدة , ومنه يجب أن تستمتعن بها أقصى استمتاع : البسن ما يعجبكنَّ , وتزينَّ كما أحببتنَّ , واختلطن بالذكور كما شئتنَّ , وتكلمن واضحكن مع الغير كما يفعل الغيرُ معكن , واعلمن أنه لا فرق أبدا بينكن وبين الرجال في شيء !!!". والذي أؤكد عليه هنا هو أن التلميذات كن يُـحببني ويستمعن لنصائحي وينتظرنها مني بفارغ الصبر , ولكنهن ازددنَ حرصا على سماع هذه النصائح بعد أن قالت لهن الأستاذةُ ما قالت , لأنهن اقتنعن أكثر بأنني أنصحهن نصيحة الأب لبناته , وأما الأستاذة فإنهن عرفن أنها لم ترد لهن الخير لا من قريب ولا من بعيد .

إن الحق يبقى حقا إلى يوم القيامة , مهما ابتعد الناس عنه وزهدوا في الدعوة إليه .
وإن الباطل يبقى باطلا إلى يوم القيامة مهما انغمس الناس فيه وبالغوا في الدعوة إليه .

ملاحظة : الأستاذة اليوم – والحمد لله – متقاعدة , وأنا فرحٌ جدا لأنني لاحظتُ عليها مؤخرا بأنها لبست الحجاب , ورجعت إلى الدين بقوة , والحمد لله رب العالمين .

أسأل الله الهداية لي ولهذه الأستاذة ولكل قراء هذه الوقفة .

وفقني الله وإياكم لكل خير .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بلاء حسن وموقف مشرف جدا بوركت استاذنا الفاضل وهدانا الله اجمعين اعجب من امر امرئ لا يطبق شرع الله ويسعى لاقناع الاخرين واجبارهم على الاقتداء به او بالاحرى الكثير ممن تصلدت قلوبهم وناؤوا عن الحق بينا واسعا فاصبحوا يتمنون في قرارات انفسهم لو عادوا ادراجهم لكن ضعف ايمانهم حال دون توبتهم واوبتهم الى الله فاصبحوا يتمنون لو ان كل البشر ينحون نحوهم حتى تخف وطأة الاحساس باحتقار النفس لديهم ويسفسطون بهتانا بعرض افكارهم الأسنة على غيرهم كمن قال فيهم الحق " يريدون اطفاء نور الله بافواههم " فهم بالنسبة لي يعبرون بوضوح عن الضياع النفسي والتشتت العقلي الذي هم فيه اللهم اهدنا اجمعين يارب
__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


صفحات مشرقة من تاريخك العطر
تكتحل بها أعيننا ، وتنبسط لها نفوسنا ، فنسلي بها قلوبنا.

أخي رميتة ، أتدري ربما ما كان ينقصك ، هو رفع السروال إلى فوق الكعبين فاللحية وحدها لم تعد تكفي لصرف النساء عن المصافحة .

يروي أحد الزملاء ممن من الله عليه بسنة تربية اللحية وسنة رفق الثوب لما فوق الكعب ،(نسأل الله أو يلين قلوبنا ويعطينا الشجاعة لنتمسك بها كما يفعل هو ).

قلت كان النساء ينزلن بأبصارهن مباشرة للقدم فإن كان السروال مرفوع أيقن إستحالة المصافحة ، وهي سنة جميلة زرعها أولائك من يسمونهم السلفيون جزاهم الله خيرا .

أتدري أستاذي ، تذكرني قصة شيقة لأخ لبناني مستقيم كذا نحسبه وحسبه الله
كان يحضر الدكتراه وكنا بنفس الجامعة ، لم تكن له منحة ، كنت أعجب من ورعه تصور كان لا يستقل النقل الجماعي لشدة الإختلاط ويقطع الكيلومترات في طرق نائية بدراجته .
وخلال مشواره للبحث عن العمل دخل على إحدى مديرات الإقامات الجامعية كانت قد أعلنت عن منصب مراقب ليلي ، لم يصافحها !
لم يأخذ العمل !
عاد لغرفته فكلمه أحد الإخوة وقال له تلك الأسطوانة هناك من العلماء من أباح وللضرورة أحكام ! ( وهنا وفقة أخي رميتة فكثيرا ما يُطالب من يتمسك بالسنة القذة بالقذة أن لاينكرو ا على من تخلف عن سنة ما ، لكنهم للأسف تجدهم ينكرون على من تسمك بتلك السنة).
قلت البناني و خلال حواره لم يزد على حديثين للرسول عليه الصلاة والسلام في مسألة المصافحة لعلك تعرفهما .
فسكت الأخ!
منذ ذلك اليوم جعلته أسلوبي فكلما حصل أي جدال تمسكت بقول الرسول لا أحيد عنه ولو أتاني بألف عالم وبألف فكرة ، فإن وصفني بالتشدد قلت وأنا مبتسم
"خاطيني شوف مع الرسول عليه الصلاة والسلام" ، فيُفحم.

الأخ البناني في اليوم الموالي أستدعي للعمل في نفس إقامته وغدا معززا مكرما .

نستمتع بمواضيعك أستاذ رميتة وفقك الباري ونفع بك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

نبقى نرتشف من مواضيعك القيّمة الكثيير من المنفعة
و الدّروس القيّمة
و العِبر
فجزاك الله خيرا و زادك من علمه و نفعنا بما تطرحه هنا
دمت وفيّا
تحيّة تليق
__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

اذكر يوما كنت أعمل في شركة فرنسية و كنت حينها ملتحي و مقصر ثوبي و لكن... جاءت لمؤسستنا محامية و كانت من عادتها معالجة قضايا الشركة في المحاكم كنت اسمع عنها فقط و لم الاقيها يوما، و جاء ذلك اليوم، كنت متنقلا من مكتبي إلى مكتب اخر فإذا بالسكرتيرة تقول لي: عمر عمر اقدم لك الاستاذة فلانة و للعلم فهي محامية معروفة جدا على المستوى الوطني، فالتفت إليها و قلت السلام عليكم فردت عليا و مدت يدها، توقفت برهة من الزمن انظر إلى يدها و لم اتكلم فقالت هي: "واش واقيلا لا تصافح النساء" فرددت بتحريكك رأسي و كنت في قمة الحرج اذ كنت صغيرا في السن حينها حوالي 23 سنة، فأقامت عليا الدنيا و لم تقعدها و ملأت الدنيا صراخا و عويلا بعبارات مثل: أنا أشرف منك، انا متدينة أكثر منك، انتم كذا و كذا، تركتها تصرخ و تندب و ذهبت لشغلي، ثم جاء أحد زملائي و هو كبير في السن فقال لها مالذي يحدث: فقال لها : اه ماشي حق عليه لوكان صافحك و اعاد وضوءه فكان رده كصب الزيت على النار فقد هاجت أكثر و ضلت تقول علاش انا نجاسة علاش.... صرخت صرخت ثم ذهبت للمدير فاشتكت و لكن في النهاية مر عليا الأمر بردا و سلامة فلم يحدث لي أي مشكل مع الادارة رغم أنهم كفار فقد خلصوا إلى نتيجة لكل قناعته و الحمد لله بل أكثر من ذلك سجلت لي نقاط اجابية اذ لم اجاريها في شتمها و كلامها السيئ و حافظت على هدوئي و ما كان ذلك إلا توفيقا من رب رحيم. حينها تذركت قول النبي صلى الله عليه و سلم:

" من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس " و الحمد لله أولا و اخرا.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

شكرا جزيلا لكم إخوتي وأخواتي .
بارك الله فيكم ونفع الله بكم ووفقني الله وإياكم لكل خير .

إخلاص : أختي الفاضلة : الله يرضى عليك ويوفقك لكل خير .

بن بادييس : ألف شكر لك أخي الفاضل على تدخلك الطيب دوما . أتفق معك في أغلب ما كتبت وأختلف معك في القليل . أضحك الله سنك وجعل أيامك كلها أفراحا ومسرات , آمين .

عمر القبي : جزاك الله خيرا على تعليقك الطيب والمفيد . الكفار أحيانا يتعاملون مع المسلمين أفضل من تعامل البعض من مسؤولينا معنا ( للأسف الشديد ) .

ثم هدوءك وسعة صدرك وطول بالك أخلاق وآداب مهمة فيها الأجر من الله وقد تكون سببا في تخلصك من مشاكل أنت في غنى عنها . حفظك الله من كل سوء .

عمر القبي , إخلاص , بن باديس : جزاكم الله خيرا كثيرا , آمين .